1- قصة نزوح منصور الصلوي

منصور الصلوي في الخمسين من عمرة يعول اسرة مكونة من 16 فرد بالإضافة الى بناته إثنتين أرامل وأطفالهن أيضاً ولدية طفلة معاقة في الدماغ وحفيدته أيضاً معاقة جسدياً ولا يملك إلا ولد واحد فقط ، كانت أسرة منصور تعيش في مدينة عدن تحت رعايتة حيث كان يعمل طباخا" متعاقدا" في إحدى المؤسسات بدخل شهري يكفي لإعالة أسرته ويلبي طلباتهم المعيشية من الغذاء واللبس والسكن " فقد كانت حياتهم مستقرة وآمنة.
ومع بداء أحداث الثالث والعشرين مارس من عام 2015م نزح منصور وأسرته الى مدينة تعز ونقل أثاث المنزل معه أيضاً حصل فرصة عمل جديد في إحدى مطاعم المدينة ليعمل طباخاً ورغم كل هذا كان ينفق من مدخراته ناهيك عن كمية الأثاث الذي قد باعة لتلبية احتياجات أسرته من الغذاء وسداد إيجار المنزل وما إن لبث قرابة الثلاثة أشهر حتى أشتداد الصراع في المدينة الأمر الذي قرر فية منصور مغادرة المدينة ، شد رحالة نازحاً الى مسقط رأسة في مديرية الصلو ليقطن بمنزل أخيه ليعيش حياة بدائية جداً "معاناة شحة المياة وبعد الأبار وعدم توفر أدنى مقومات المعيشة".
يقول منصور متحسراً "عانيت الكثير بعد نزوحنا الى الصلو عاطلاً عن العمل أنظر الى اطفالي ولا أعلم ماذا أطعمهم  كان فاعلين الخير يساعدونني ببعض المواد الغذائية .... وجلسنا على هذا الحال حتى بداء الصراع في (الصلو) مجدداً !! ونزحنا الى مديرية دمنة خدير استأجرت منزلاً لأسرتي وخرجت أبحث عن عمل لتسديد إيجار المنزل وإطعام الأطفال والبنات بحثت ولاكني لم أجد" ... تتمنى طفلتي الصغيرة الذهاب الى المدرسة كبقية الأطفال لكني عاجز عن توفير أساسيات الأسرة من أكل وشرب ..!!
استأجر منصور  منزلا وبحث عن عمل  إلا أنه لم يوفق الأمر الذي عجز عن دفع ايجار المنزل وتلبية احتياجات اسرته فدلهم فاعل خير على المحكمة القديمة وهو مبنى حكومي مهجور انتقلوا للعيش فيه  بغرف متهالكة لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء ناهيك عن الأمطار التي تتساقط فوق رؤسهم في موسم الصيف وأكثر شيئ يشغل راحته وصحته هو تامين لقمة العيش لهذه الأسرة الكبيرة حيث يقضي معظم افراد الاسرة الكبار نهارهم بالبحث عن الغذاء وجلب الماء والحطب الامر الذي  حرم الاطفال من الرعاية اللازمه وحصولهم على ادنى الحقوق التعليمية خصوصاً " ان الأسرة أكثر انشغال بتأمين قوت يومهم "
لقد عانت الأسرة بشكل كبير وخصوصاً الاطفال من الإحباط والقلق واليأس الشديد. بسبب الوضع المعيشي القاسي , ساءت الحالة المعيشية للأسرة بشكل كبير بسبب عدم وجود عمل منتظم لرب الأسرة وعدم حصولهم علي أي مساعدات غذائية من أي جهة ,  ويتفضل عليهم بعض فاعلي الخير فيما ندر حتى وصل بهم الحال  ان قامو  بالذهاب لاحد مخابز الروتي واقناعه لإعطائهم فتات الخبز اليابس والمحروق الذي يجمعه  في أكياس ليبيعه كأعلاف غذائية لملاك الأبقار ولم يقتصر ذالك ببيعة بل أصبح هذا الفتات وجبتهم الدائمة مع كوب من الشاي لكن هذا المصدر البسيط لاشباع بطون أطفالهم الصغيرة لم يستمر طويلاً فصاحب المخبز توقف عن مساعدتهم،  لقد اصبحت وجباتهم بسيطة ومتكررة تعتمد على الرز أو حساء الذرة المكون من الماء وطحين القمح (العصيد) .
تمنى منصور وزوجتة الموت لعدم  قدرتهما على مشاهدة معانات اطفالهم حيث أصيب إبنهم الوحيد بحاله نفسيه سيئة وانعكس ذلك سلباً على بقية الأطفال بالضغوط النفسية والتفكير بحالة أخوهم التي تزداد سوئاً مع أزدياد معاناة الأسرة وأثر عليهن ذالك في اضطرابات في النوم وشعور دائم بالجوع والبرد الشديد بسبب قلة الغذاء وعدم توفر المأوى المناسب للعيش فية مبنى متهالك ونوافذ محطمة وسقف لا يقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء وفوق كل هذه المعاناة ألماً يصاب الأطفال بالتقلصات والأسهالات وأمراض ناتجة عن سوء التغذية.
منصور الصلوي .. ليس الوحيد الذي يعاني فهنالك اليوم أكثر من  8.4 مليون منصور محتمل اذا لم نقدم لهم يد العون.


صور
YWU
مشاركة: