الأزمة في اليمن

لا تزال الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم. فقد هوت قرابة الخمس سنوات من الصراع والتدهور الاقتصادي الحاد بالبلاد إلى حافة المجاعة. وبات ملايين اليمنيين أشد جوعًا ومرضًا وضعفًا مما كانوا عليه قبل عام.

ويُقدَّر أن 24 مليون شخص – أو أكثر من 80 في المائة من السكان- في حاجة إلى نوع ما من المساعدة أو الحماية، منهم 14.4 مليون في عوز شديد.

 

صحة المرأة
وتشير التقديرات إلى أن نحو ستة ملايين من النساء والفتيات في سن الحمل والإنجاب (من 15 الى 49 سنة) يحتجن إلى الدعم. وبسبب النقص المتزايد في المواد الغذائية تعاني أكثر من مليون امرأة حامل من سوء التغذية، وهن معرضات لإنجاب أطفال يعانون من التقزم. بالإضافة هناك 114,000 امرأة معرضة لخطر أن يصبن بمضاعفات أثناء الولادة.

ونحو نصف المنشآت الصحية لا تعمل أو تعمل بشكل جزئي. ثلثي المنشآت الصحية العاملة فقط تقدم خدمات الصحة الإنجابية و ذلك بسبب نقص العاملين، وقلة الإمدادات والمستلزمات، والعجز عن تغطية تكاليف التشغيل، أو تعرضت للضرر جراء الصراع. بالإضافة الى أن المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية غير كافية أو عفَّى عليها الزمن. والعاملون الصحيون الذين لم يتلقوا أجورهم منذ أكثر من عامين، أو تدفع لهم بشكل غير منتظم، غادروا اليمن، ولم يبقَ سوى 10 عاملين صحيين لكل 10,000 شخص، وهو ما يُعد أقل من الحد الأدنى الذي تضعه منظمة الصحة العالمية. 

وفي بلد يشهد أحد أعلى معدلات الوفيات بين الأمهات في المنطقة العربية، يُنذِر نقص الغذاء، وسوء التغذية، وانحدار الرعاية الصحية التي ازدادت تدهورًا من جراء أوبئة مثل الكوليرا بزيادة المواليد المبتسرين أو ناقصي الوزن وحالات النزيف بعد الولادة..

نتيجة للوضع الأمني غير المستقر وصعوبة الوصول في جميع أنحاء البلاد ، أصبح موظفو الصحة الإنجابية والسلع والخدمات في المرافق الصحية أكثر ندرة وصعوبة على النساء والفتيات الوصول إليها.

 

 

حماية المرأة
نزح ما يصل إلى 4.3 مليون شخص في السنوات الثلاث الماضية، وما زال هناك نحو 3.3 مليون شخص نازح. حوالي نصف النازحين نساء، 27 في المائة منهن دون الثامنة عشرة من العمر. وآليات التكيُّف التي يعتمدن عليها استنفدت أقصى إمكاناتها، وهن أكثر الفئات تضررًا و من يدفعن الثمن الباهض كما هي الحال غالبًا في الأزمات الإنسانية.                             

ومع قلة خيارات الإيواء المتاحة، تعاني النساء والفتيات النازحات في العادة أشد المعاناة من جراء الافتقار إلى الخصوصية، والتهديدات لسلامتهن، وقلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، وهو ما يجعلهن أكثر ضعفًا وعرضةً للعنف والإساءة من أي وقت مضى. تزداد احتمالات فقد الفتيات النازحات لإمكانية الالتحاق بالمدارس، لأن الأسر التي تعاني قلة الموارد لا تعطي أولوية لحقهن في التعليم.

ويزيد فقدان الرجل عائل الأسرة لأسباب تتصل بالصراع من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها النساء، لا سيما في حالة الأسر التي تعولها نساء، وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 في المائة من هذه الأسر عن 18 عامًا. وتشتد الضغوطات أكثر حينما تجد النساء أو الفتيات أنفسهن مسؤولات عن إعالة أسرهن، لكن هن أنفسهن حُرِمن من التعليم الأساسي أو التدريب المهني الذي يُمكِن أن يؤهلهن لخوض سوق العمل. وفي غياب تمكين ودعم كافيين، تصبح النساء والفتيات معرَّضات للقبول بإستراتيجيات تكيُّف سلبية مثل زواج الصغيرات و عمالة الأطفال.

 

استجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان
استجابة للأزمة الإنسانية في اليمن ، يسعى صندوق الأمم المتحدة للسكان لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة للنساء والفتيات ، مع التركيز على خدمات الصحة الإنجابية والحماية للنساء والفتيات اللائي يواجهن أشكالًا متعددة من العنف ، ويعمل في شراكة وثيقة مع المجتمع المحلي والسلطات والشركاء غير الحكوميين ووكالات الأمم المتحدة في جميع أنحاء البلاد. صندوق الأمم المتحدة للسكان هو المزود الوحيد لإمدادات و مستلزمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة في اليمن. تعتبر سلسلة التوريد الخاصة بالصحة الإنجابية بمثابة شريان الحياة لملايين النساء والفتيات في اليمن.

يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان تنسيق وتوفير خدمات حماية المرأة المنقذة للحياة في جميع أنحاء اليمن ، والوصول إلى الآلاف من الناجيات من مختلف أشكال العنف. 

يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان آلية الاستجابة السريعة متعددة الوكالات في جميع أنحاء البلاد ، ويقدم المساعدة المنقذة للحياة للنازحين في الخطوط الأمامية. 

 


صور
مشاركة: