قصة نجاح

الحالة م , 33 عاما نشأت في أسرة محافظة تحيط بها الكثير من القيود والعادات والتقاليد الظالمة نوعا ما، تحملت م مسئولية أخوتها
بعد زواج أختها الكبرى وهي في سن الرابعة عشر، كانت فتاة طموحة ، ذكية جدا ، تعشق العلم لبلوغ الحلم ؛ وهو أن تكون سيدة مجتمع
 ناجحة يشار إليها بالبنان، فكانت تدرس بشغف ، وكانت الأنظار قد اتجهت إليها كعروس ، فلم تسلم من عروض الزواج وهي في سن مبكر،تزوجت
وهي في السابعة عشر من عمرها، وانجبت سريعا من رجل يكبرها بأكثر من 18 عاما ، متزوج ولديه ثلاثة أبناء ، في غياب دائم ، لا تراه إلا كالحلم
او الخيال ، بلا اهتمام ، فلم تنشأ بينهما أي مشاعر من المودة ، لا احترام ولا تقدير ولا ألفة  .
فقررت أن تطلب الطلاق ، فرفض الأهل بشدة تحت مسمى ( العيب) ، فلم يكن لديها سند بعد وفاة والدها سوى والدتها ، فاستغل زوجها ضعفها ؛
 فكان يهجرها وأبناءها لسنين بلا سكن ولا نفقة ولا أي حقوق .
وأصبحت امرأة مكتئبة ، رافضة للحياة ، مستسلمة للواقع ، لا تحب أن ترى الناس ،فهم أشبه بالوحوش، كثيرة الهم، سريعة الانفعال ، قاسية على نفسها
وعلى أبنائها، لا تحمل أي مشاعر اللطافة والحب ، تتعامل بجفاء مع من تعرف ومن لا تعرف .
وكبر أبناءها ، وزادت مشاكل أبناءها مع أخوتها، وكانت قد سمعت عن اتحاد نساء اليمن ، والخدمات المقدمة ضمن مشروع مناهضة العنف القائم على
 أساس النوع الاجتماعي، فأقنعت والدتها بالذهاب معاً ألى هناك للاستفسار، وعندما وصلت قوبلت بالكثير من الترحيب والحفاوة والحب ، الذي اشعرها
 بأهميتها كإنسانة ، بعدما كانت مهمشه ، وبعد سؤالها عن سبب الزيارة ، شرحت مشكلتها ، وطلبت الدعم القضائي .
وأثناء عمل الاجراءات اللازمة لأجل تقديم الخدمة، كانت هناك عين تراقبها باهتمام وفجأة سألتها عن اسمها وتخصصها وغير ذلك...
رئيسة اتحاد نساء اليمن في احد الفروع   ؛ كانت تجلس على المكتب ، وتحدثت معها ، وطلبت وثائقها وسيرتها الذاتية ، وأخبرتها عن إمكانية حصولها على فرصة عمل بعد خضوعها لمقابلة ...
وبدأت ملامح الأمل تلوح في الأفق بعدما تم تحديد المقابلة، ونجحت في المقابلة، وكانت مكالمة بالمباركة من اتحاد نساء اليمن بمثابة طوق النجاة الذي انتشلها مما كانت فيه،
 واصبح القدر شاهدا لما يفعل ، واصبحت احدى فريق ادارة الحالة على مستوى المحافظة ، وخرجت من قوقعة الزمن  - من اجلها ومن اجل ابنائها ووالدتها التي عانت كثيرا معها.
 
 

مشاركة: