ضحية جوار المخبز

في صباحٍ اشرقت فيه شمس الدنيا، غربت فيه بكارتها، ( ل.ف) فتاة في ريعان شبابها تبلغ من العمر 14 عاماً، تدرس في المرحلة الثانوية، تعيش مع أسرتها المحافظة  في احدى المناطق.
استيقظت (ل.ف) صباحا، عيناها تلمع بالأمل، وطموحها يملأ نفسها عزاً لتذهب الى مدرستها كالمعتاد، لتتفاجئ بذئبٌ بشري يراقبها بعينِ الاشتهاء، عديم الإنسانية يظهر أمامها فجأة، وبلمح البصر اقتادها مكرهه لداخل باص، وهي لم تستوعب ما يحدث لها، فصرخت خوفاً، وهلعا، طالبةً النجدة دون جدوى، ومضى بها بعيدا وادخلها منزلاٌ مجهولاً، يجرها جرا،  وهي تصرخ  وتبكي وتترجاه كي يتركها ولا يؤذيها، لكنه لم يكن يسمع سوى صوت حوانيته، فقام بربطها و ضربها الى ان ادمى جسدها الصغير، وأغتصبها بوحشية ،
ثم اخبرها انه سيخرج بها ويتركها في بيت اخته، وهددها؛ ان قاومت او اصدرت صوتا لتكشفه فإنه سيقتلها، ولصغر سنها وخوفها منه التزمت الصمت، لم تكن قادرة على النطق من هلعها من ما حصل .
وبينما كانت تمشي بجانبه، أتتها يد الرحمة بفكرة لنجاتها رغم صغر سنها، واثناء مرورهما بجوار احد المخابز ، تركته وجرت نحو المخبز، ، وبصوتٍ متقطع ومرتعش، وبكلماتٍ مختصرة،  وايماءات من يديها الصغيرتين، اشارت الى ذلك الوحش اغتصبها وخطفها، فصرخ الرجل، وامسك الجاني، واجتمع الناس، واخذوا الرجل ومعهم الفتاة للشرطة، وتم البحث والتحقيق انه من الفئة المهمشة في المجتمع، واجرى احد رجال الشرطة اتصالا لاتحاد نساء اليمن، كون الفتاة في حالة يرثى لها، وليس من الانصاف زجها في السجن، او اعادتها لأهلها خوفا وحرصا على حياتها،.
فتم التدخل من قبل اتحاد نساء اليمن وتقديم الخدمات اللازمة لها واحالاها الى دار الإيواء الخاص بالاتحاد لضمان حمايتها.
كان أهلها يبحثون عنها وعند ابلاغهم بالحادثة، حضروا الى الاتحاد والطفلة تنتظر حضن الأب والأم ليخفف عنها معاناتها وألمها لتتفاجئ بنظرات والدها القاسية  ومحاولة أمها قتلها وتهديها ليخفوا العار الذي الحقته بهم على حد قولهم ،ولم ينظروا اليها بعين الرحمة كونها ضحية للعنف المجتمعي.
تم الوصول لعمل وفاق اسري  بين الفتاة واسرتها شريطة ان  يقتصوا لابنتهم وان يتم تقديم العون القضائي لمقاضاة الجاني ليلقى جزاؤه الرادع.
   تم ادراج الناجية من العنف  في دورة تدريبية بإشراف ادارة الاتحاد، باسم نقطة انطلاقه، وتم اختيارها حسب المعايير، مما بثق الأمل في روحها من جديد , سعياً نحو ادراجها في المجتمع من جديد لتحاول ان تعيش، وتنطلق من جديد  لتكمل حياتها وتعليمها .
 

مشاركة: