زهرة الحوبان
"زهرة الحوبان" نازحة من محافظة تعز بالمطار القديم الى مديرية التعزية حي السدرة بالحوبان منذ 4 سنوات عند بداية الصراع والازمة التي تمر بها البلاد. تبلغ من العمر 33 عاما، وهي أماً لخمسة أطفال (3 ذكور و2 اناث).
عاشت "زهرة الحوبان " ظروف معيشية جيدة قبل النزوح حيث كانت تسكن في بيت مِلك، وزوجها كان يعمل في محل لأدوات البناء والمواد الكهربائية، وكان دخله جيد ويلبي احتياجات الاسرة. حياتها الأسرية كانت سعيدة الى أن اندلعت الحرب ونزحت مع اسرتها تاركين كل شيء ورائهم لينجو بأنفسهم الى بيت العائلة المهجور الغير مؤهل للسكن، فهو ليس مشطب ومعرض لتساقط الاتربة والامطار من سقفه والذي أثر على أدواتهم وسبب لهم الضرر. كذلك ساء الحال وتدهور الوضع المعيشي لهم بسبب انعدام فرص عمل جيدة لزوجها حيث أصبح يعمل بالأجر اليومي وبشكل متقطع بحسب توفر العمل.
استهدفت "زهرة الحوبان" المركز المجتمعي التابع لاتحاد نساء اليمن في الحوبان، حيث تم استقبالها وتشخيص حالتها واحتياجاتها من قبل اخصائية الاحالة في المركز، فقدمت لها الخدمة القانونية بإصدار بطاقة شخصية لها عن طريق الاخصائي القانوني بالمركز ليتسنى لها الاستفادة من خدمات المركز الاخرى، وقامت الأخصائية النفسية في المركز بتقديم الدعم النفسي لها من خلال عقد عدة جلسات فردية ساعدتها في التخفيف من معاناتها واكسابها مجموعة من المهارات لمواجهة الضغوطات النفسية في ظل الظروف التي تعيشها، وكذلك تم تقديم المساعدة النقدية لأسرتها لتخطي الصعوبات التي تواجهها في توفير المتطلبات الأساسية لحياتها المعيشية. ولوحظ بأن " زهرة الحوبان " تمتلك موهبة في الخبازة وتحديداً المعجنات البلدية كالكعك (المعمول) والخبز البلدي وبنت الصحن وغيرها... ومن هنا كانت بداية البذرة الرئيسية لولادة جديدة، فتم تقديم خدمة مشروع سبل المعيشة لها بشراء التنور والغاز ومطابع للكعك وتوفير الاحتياجات لذلك كالسمن والدقيق والسكر والزيت وغيرها، وبدأت بعمل الخبز والمعجنات وبيعها للموظفين في القطاعات العامة والخاصة وللجيران وتوسعت الى تجهيز طلبيات للعزائم والجلسات والأعراس.
“كنت اشعر بالخوف بأن أفشل ولا يشتري مني أحد، ولكن اشعر الأن بتحسن كبير وبثقة وسعادة عظيمة عند مشاركتي لزوجي والتخفيف عنه وهذه أفضل نعمه استفدت منها في هذا المركز، أيضا اولادي يشعرون بالفخر بي وأصبحوا يعتمدون علي، وشعرت بكياني كامرأة عاملة حرمت من التعليم في صغرها وذلك عندما البي رغباتهم واحتياجاتهم، وانصح النساء والشباب بضرورة التحرك والانطلاق للمشاريع الخاصة وعدم الخضوع لظروف النزوح الصعبة والأهم من ذلك عدم الاستسلام للرفض” قالت "زهرة الحوبان"
وأضافت: "أسعى للتطوير حيث ان هذا المشروع مكنني من الانفاق على اطفالي وعائلتي بشكل أفضل، نجحت في مشروعي بفضل الله وتحسنت اوضاعي المادية والنفسية والمعيشية".
هنا عبرت عن شكرها للمركز المجتمعي لاتحاد نساء اليمن الذي أسهم في إعادة الفرحة والسرور الى قلبها وقلب زوجها وأولادها وترك اثراً ملموسا في حياتها.